مناشدة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بحديث الغدير
فقد روى أحمد بن حنبل، عن حسين بن محمد وأبي نعيم المعنى، قالا: حدثنا فطر، عن أبي الطفيل، قال: "جمع عليّ (رضي الله عنه) الناس في الرحبة، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام.
فقام ثلاثون من الناس، وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير، فشهدوا حين أخذه بيده، فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فهذا مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
فخرجت وكأن في نفسي شيئ، فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: إني سمعت علياً (رضي الله تعالى عنه) يقول كذا وكذ. قال: فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول ذلك له" [1].
قال الهيثمي بعد أن ذكره:"رجاله رجال الصحيح، غير فطر بن خليفة، وهو ثقة" [2].
وقد اشتهرت هذه المناشدة، وتعددت طرقه، وإن اختلفت في خصوصياته، كما هو المتوقع في كل قضية ذات تفاصيل. وقد ذكرها جماعة من أهل الحديث في كتبهم، نذكر منهم..
1 ـ الحافظ أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي [3].
[1] مسند أحمد 4: 370 في (حديث زيد بن أرقم (رضي الله عنه) ).
[2] مجمع الزوائد 9: 104 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) في باب قوله-من كنت مولاه فعلي مولاه.
[3] السنن الكبرى للنسائي 5: 131 كتاب الخصائص: باب قول النبي-من كنت وليّه فعلي