وبعد ذلك يتعين اتخاذ المواقف المناسبة، بتصميــم وشجاعــة، مهما كانت النتائج، إذ ليس فوق الحق شيء.
والله من وراء القصد ((وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ))[1].
هذا موقف الشيعة من الصحابة وغيرهم، من يومهم الأول. ولـم يحيدوا ولا يحيدون عنه إن شاء الله تعالى. وقد كلفهم هذا الموقف أغلى الأثمان، وعرضهم لأقسى الآلام والمتاعب، وجعلهم غرضاً لأشد المحن والمصائب. لكن هوّن ما نزل بهم أنه بعين الله تعالى، وجميل صنعه،
وياترى أن ذلك هو الأنسب بكرامة الصحابة ومراعاة حرمة الصحبة، أو أن الأنسب بهما تشويش الأوراق، وإهمال المقاييس، وخلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح، و جمع الكل تحت عنوان الصحبة، والتغاضي عن واقع كثير من الصحابة، الذي يبلغ من الظهور والشهرة حداً لا يمكن معه الإنكار والمكابرة، و من الخروج عن مقاييس الدين والأخلاق حدّ التحلل و الاستهتار، مع أن ذلك قد يوجب خفوت بريق الصحبة وسلب قدسيته، وتشويه صورة الكل وزعزعة الثقة بهم، خصوصاً عند الطبقة المثقفة المطلعة على الواقع التاريخي للمسلمين، وعلى ما يصدر من الصحابة ككل، وعلى ما شجر بينهم. وبذلك يهضم حق
[2] ويأتي في جواب السؤال الرابع من القسم الثاني من الأسئلة بحث مفصل حول موقف الصحابة من النص على أمير المؤمنين (عليه السلام)، وموقف الشيعة منهم نتيجة ذلك.