responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب العقيدة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 148

وقد طرق هذا الموضوع جماعة من الشيعة والسنة، ولا يسعنا فعلاً استقصاء ما ذكروه. غير أنه لا بأس بالاطلاع على حديث لبعض أعلام القرن السابع ذكره ابن أبي الحديد [1] لا يخلو عن فوائد في هذا الموضوع. وإن كنا لا نتعهد بجميع ما ورد فيه.

موقف الشيعة من الصحابة نتيجة لما تقدم

وعلى كل حال فمن أجل جميع ما سبق وغيره لم يفرض الشيعة على أنفسهم قدسية الصحابة ككل، بحيث يكونون في معزل عن النقد والتمحيص. بل نظروا إليهم من زاوية أعمالهم وسلوكهم، بالقياس للضوابط الشرعية والعقلية التي وصلت إليهم، وتمّ لهم البرهان عليه.

فمن حفظ العهد، ولزم الحق، واستقام في عقيدته وسلوكه، ولم يزغ عن أمر ربه، استحق التعظيم والتبجيل، بل الموالاة والتقديس. إذ عليهم دارت رحى الإسلام، وبهم قام عمود الدين، وهم أولياء الله تعالى حق، كما قال عز من قائل: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ)) [2].

ومن نكث العهد، وفارق الحق، وغير وبدل، وانقلب على عقبه، استحق النكال والوبال، والبراءة واللعنة، كما قال الله تعالى: ((فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمً)) [3].


[1] شرح نهج البلاغة 20: 10 وما بعده.

[2] سورة فصلت الآية:30 ـ 32.

[3] سورة الفتح الآية:10.

اسم الکتاب : في رحاب العقيدة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست