32 ـ ودخل المهدي بن المنصور العباسي على أبي عون عبد الملك بن يزيد عائداً له في مرضه، فأعجبه ما رآه منه وسمعه.
قال أبو جعفر الطبري: "وقال: أوصني بحاجتك، وسلني ما أردت، واحتكم في حياتك ومماتك... فشكر أبو عون ودع، وقال: يا أمير المؤمنين حاجتي أن ترضى عن عبد الله بن أبي عون، وتدعو به، فقد طالــت موجدتك عليه. قال: فقال: يا أبا عون: إنه على غير الطريق، وعلى خلاف رأينا ورأيك، إنه يقع في الشيخين أبي بكر وعمر، يسيء القول فيهم.
قال: فقال أبو عون: هو والله يا أمير المؤمنين على الأمر الذي خرجنا عليه، ودعونا إليه. فإن كان قد بدا لكم فمرونا بما أحببتم، حتى نطيعكم" [1]... إلى غير ذلك مما يضيق المقام عن استقصائه.
موقف الكتاب المجيد من الصحابة عموم
والموقف المذكور هو المناسب لموقف الكتاب المجيد من الصحابة، فإنه لم يقطع لهم بالسلامة والنجاة، بل ولا بالعدالة، فضلاً عن التقديس، بل نبههم، ووعظهم، وحذرهم، وعتب عليهم، وأنّبهم، في مناسبات كثيرة، ومواضع من القرآن الشريف يجدها الناظر فيه.