responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب العقيدة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 124

32 ـ ودخل المهدي بن المنصور العباسي على أبي عون عبد الملك بن يزيد عائداً له في مرضه، فأعجبه ما رآه منه وسمعه.

قال أبو جعفر الطبري: "وقال: أوصني بحاجتك، وسلني ما أردت، واحتكم في حياتك ومماتك... فشكر أبو عون ودع، وقال: يا أمير المؤمنين حاجتي أن ترضى عن عبد الله بن أبي عون، وتدعو به، فقد طالــت موجدتك عليه. قال: فقال: يا أبا عون: إنه على غير الطريق، وعلى خلاف رأينا ورأيك، إنه يقع في الشيخين أبي بكر وعمر، يسيء القول فيهم.

قال: فقال أبو عون: هو والله يا أمير المؤمنين على الأمر الذي خرجنا عليه، ودعونا إليه. فإن كان قد بدا لكم فمرونا بما أحببتم، حتى نطيعكم" [1]... إلى غير ذلك مما يضيق المقام عن استقصائه.

موقف الكتاب المجيد من الصحابة عموم

والموقف المذكور هو المناسب لموقف الكتاب المجيد من الصحابة، فإنه لم يقطع لهم بالسلامة والنجاة، بل ولا بالعدالة، فضلاً عن التقديس، بل نبههم، ووعظهم، وحذرهم، وعتب عليهم، وأنّبهم، في مناسبات كثيرة، ومواضع من القرآن الشريف يجدها الناظر فيه.

قال عز من قائل: ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) [2].

وقال تعالى: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ


[1] تاريخ الطبري 4: 589 ـ 590 في ذكر بعض سير المهدي وأخباره، واللفظ له. تاريخ دمشق 37: 180ـ181 في ترجمة عبد الملك بن يزيد أبو عون الأزدي.

[2] سورة الحديد الآية: 16.

اسم الکتاب : في رحاب العقيدة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست