responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فلسفتنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 210

وهل تحتوي كلّ حقيقة على نقيضها وتنمو بهذا التناقض الداخلي ؟

هذا ما نريد أن نتبيّنه فعلاً .

أ ـ تطوّر الحقيقة وحركتها :

يجب قبل كلّ شيء أن نعرف ماذا يراد بالحقيقة القائمة في الفكر الإنساني التي آمنت الماركسية بنموّها وتكاملها ؟

إنّ الفلسفة الواقعية تؤمن بواقع خارج حدود الشعور والذهن ، وتعتبر التفكير ـ أيّ تفكير كان ـ محاولة لعكس ذلك الواقع وإدراكه . وعلى هذا ، فالحقيقة هي الفكرة المطابقة لذلك الواقع والمماثلة له . والخطأ يتمثّل في الفكرة أو الرأي أو العقيدة التي لا تطابق الواقع ولا تماثله . فالمقياس الفاصل بين الحقّ والباطل ، بين الحقيقة والخطأ هو : مطابقة الفكرة للواقع .

والحقيقة بهذا المفهوم الواقعي هي موضوع العراك الفلسفي العنيف بين الواقعيين من ناحية ، والتصوّريين والسفسطائيين من ناحية أخرى . فالواقعيون يؤكّدون على إمكانها ، والتصوّريون أو السفسطائيون ينفونها أو يتردّدون في القدرة البشرية على الظفر بها .

غير أنّ لفظ (الحقيقة) قد استخدمت له عدّة معانٍ أخرى ، تختلف كلّ الاختلاف عن مفهومها الواقعي الآنف الذكر ، وابتعد بذلك عن الميدان الأساسي للصراع بين فلسفة اليقين ، وفلسفات الشكّ والإنكار .

فمن تلك التطويرات الحديثة التي طرأت على الحقيقة ، تطوير النسبية الذاتية الذي شاء أن يضع للفظ (الحقيقة) مفهوماً جديداً . فاعتبر (الحقيقة) عبارة عن الإدراك الذي يتّفق مع طبيعة الجهاز العصبي وشروط الإدراك فيه . وقد مرّ حديثنا عن النسبيّة الذاتية ، وقلنا : إنّ إعطاء (الحقيقة) هذا المفهوم يعني أنّها

اسم الکتاب : فلسفتنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست