responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فلسفتنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 204

والظواهر الطبيعية ، فلماذا يكون الفكر الماركسي معرفة صحيحة للطبيعة دون غيره من هذه الأمور مع أنّها جميعاً نتاجات طبيعية تعكس قوانين الطبيعة ؟!

وبهذا نعرف أنّ مجرّد اعتبار الفكر ظاهرة للطبيعة ونتاجاً منها ، لا يكفي لأن يكون معرفة حقيقية للطبيعة ، بل لا يضع بين الفكرة وموضوعها إلاّ علاقة السببية الثابتة بين كلّ نتيجة وسببها الطبيعي . وإنّما تكون الفكرة معرفة حقيقية إذا آمنا فيها بخاصّة الكشف والتصوير ، التي تمتاز بها على كلّ شيء آخر .

وأمّا الدليل البيولوجي على مطابقة الإدراك أو الإحساس للواقع الموضوعي ، فهو ما يعرضه لنا النصّ التالي :

(لا تستطيع المعرفة أن تكون وهي في مستوى الإحساس نافعة بيولوجياً في حفظ الحياة ، إلاّ إذا كانت تعكس الواقع الموضوعي) [1] .

(فإذا كان صحيحاً أنّ الإحساس ليس إلاّ رمزاً دون أيّما شبه بالشيء ، وإذا كان يمكن بالتالي تطابق أشياء عديدة متغايرة ، أو أشياء وهمية ومثلها تماماً أشياء واقعية ، عندئذٍ يكون التعوّد البيولوجي على البيئة مستحيلاً ؛ إذا افترضنا أنّ الحواسّ لا تتيح لنا تعيين اتّجاهنا بيقين وسط الأشياء ، والردّ عليها بفعّالية ، بَيْد أنّ كلّ النشاط العملي البيولوجي للإنسان والحيوان يدلّنا على درجات اكتمال هذا التعوّد) [2] .


[1] ما هي المادّية ؟ : 62 .

[2] نفس المصدر : 35 ـ 36 .

اسم الکتاب : فلسفتنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست