كما أنّ نظرية فرويد جزء من حياته العقلية الشعورية ، فإذا صحّ أنّ الشعور تعبير محرّف عن القوى اللاّشعورية ونتيجة محتومة لتحكّم تلك القوى في سيكولوجية الإنسان ، فسوف تفقد نظرية فرويد قيمتها ؛ لأنّها في هذا الضوء ليست أداة للتعبير عن الحقيقة ، وإنّما هي تعبير عن شهواته وغرائزه المخبوءة في اللاّشعور .
وقل الشيء نفسه عن المادّية التاريخية التي تربط الفكر بالوضع الاقتصادي ، وبالتالي تجعل من نفسها نتيجة لوضع اقتصادي معيّن عاشه ماركس ، وانعكس في ذهنه معبّراً عن متطلّباته في مفاهيم المادّية التاريخية ، ويصبح من المحتوم على المادّية التاريخية أن تتغيّر وفقاً لتغيّر الوضع الاقتصادي .