responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فرائد فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر (عج) المؤلف : الغريري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 9

كلمة النّاشر

في خضم هذا الصّراع السّياسي، و العقم الفكري الّذي تتخبط فيه البشرية، و في وسط هذا الجدب الرّوحي، و الأخلاقي، و الوجداني، جعل هذا الإنسان الّذي كرّمه اللّه سبحانه و تعالى بقوله الكريم: وَ لَقَدْ كَرَّمْنََا بَنِي آدَمَ [1] كرة تتلاعب فيه أقدام النّهازين، و المنحرفين على مراتع شهواتهم، و نزواتهم، و ذئبيتهم، حتّى تشبثوا بهذه التّعلات كما يتشبث الغريق بأوهام النّجاة، لأنّهم بغير هذه التّعلات غرقى في شعور ثقيل على جميع النّفوس، و هو الشّعور بالهوان.

إنّ الطّبيعة النّهازة لا تريد هنا أن تحكم، و أن تنصف بين خصمين، أنّها تريد أن تعذر نفسها لتقول إنّ ذلك المثالي ناقص، و بالتّالي أصبح عمل النّهازين المطبوعين بعد عمل النّهازين المأجورين ترجيح كفّة النّجاح النّفعية على كفّة المثالية العالية.

و لو أننا نأبى أن نضرب الأمثلة بالأسماء لذكرنا من هؤلاء المؤرّخين المعاصرين من يتكلم في هذا التّأريخ كلاما ينضح بالغرض، و يشف عن المحاباة بغير حجّة، و لذا يبقى ينازع النّهاز بين طبعه بين الخليقة النّهازية، و بين آداب الدّين الّذي تربى في أحضانه، و لكنّه يتضجع الدّنيا ظهرا لبطن، و مال معها كما مالت له، فأصبحت هي أمّه، و هو ابنها.

من حقّ الأمانة على المؤرّخ المنصف أن يراجع بينه، و بين ضميره طائفة من


[1] الإسراء: 70.

اسم الکتاب : فرائد فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر (عج) المؤلف : الغريري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست