اسم الکتاب : فرائد فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر (عج) المؤلف : الغريري، سامي الجزء : 1 صفحة : 21
و ثالثا: نظرية الحكم عند كلا الفريقين:
«و أعظم ما افترض-سبحانه-من تلك الحقّوق حقّ الوالي على الرّعيّة، و حقّ الرّعيّة على الوالي، فريضة فرضها اللّه-سبحانه-لكلّ على كلّ!فجعلها نظاما لألفتهم، و عزّا لدينهم، فليست تصلح الرّعيّة إلاّ بصلاح الولاة، و لا تصلح الولاة إلاّ باستقامة الرّعيّة، فإذا أدّت الرّعيّة إلى الوالي حقّه، و أدّى الوالي إليها حقّها عزّ الحقّ بينهم، و قامت مناهج الدّين، و اعتدلت معالم العدل، و جرت على أذلالها السّنن، فصلح بذلك الزّمان، و طمع في بقاء الدّولة، و يئست مطامع الأعداء» [1] .
و تعني كلمة الدّولة هنا الحكومة، و الّتي تتشكل من السّلطة التّشريعية أوّلا، و تحت (إشراف رئيس الدّولة) و هو الّذي نسميه اليوم عندنا تحت إشراف الفقيه الأعلم.
و تتلخص وظيفته في بيان الأحكام الّتي شرعت بنص خاص من الكتاب، أو السّنّة النّبويّة، و هو ما يسمى اليوم أيضا بالدّستور. أو بيان الأحكام الّتي لم تشرع بنص خاص، و إنّما أكل أمرها إلى إجتهاد الفقهاء، و المقننين و لكن بشرط أن تكون داخل إطار الأحكام الإسلاميّة.
و ثانيا: السّلطة التّنفيذية، و الّتي تعود إلى الأمناء من أبناء الأمّة ممن تتوفر فيهم الكفاءة، و القدرة، و الخبرة لتطبيق الدّستور، طبقا لقول الإمام عليّ عليه السّلام، حيث قال: «ثمّ انظر في أمور عمّالك فاستعملهم اختبارا، و لا تولّهم محاباة، و أثرة فإنّهما جماع من شعب الجور، و الخيانة، و توخّ منهم أهل التّجربة، و الحياء من أهل