اسم الکتاب : فرائد فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر (عج) المؤلف : الغريري، سامي الجزء : 1 صفحة : 148
حتّى إنّها أخرجت ثوبا من ثياب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فنصبته في منزلها، و كانت تقول للدّاخلين عليها: «هذا ثوب رسول اللّه لم يبل، و عثمان قد أبلى سنّته؟» ، حتّى قالوا أنّ أوّل من سمّى عثمان نعثلا هي السيّدة عائشة... و كانت تقول: «اقتلوا نعثلا قتل اللّه نعثلا» [1] ، ثمّ هي لم تشك في أنّ طلحة هو صاحب الأمر، و قالت بعدا لنعثل و سحقا إيه ذا الإصبع، إيه أبا شبل، إيه يا ابن عمّ، لكأنّي أنظر إلى إصبعه، و هو يبايع له، حثوا الإبل و دعدعوها... حتّى جاءها خبر البيعة لعليّ قالت لوددت أنّ السّماء انطبقت على الأرض، [2] فماذا جرى و حدث حتّى تغير رأي السيّدة عائشة؟ و ما هو سبب هذا الاضطراب فتارة تقول: اقتلوا نعثلا، و تارة تقول: ردّوني، ردّوني، و تارة تقول: قتل و اللّه عثمان مظلوما، و اللّه لأطلبن بدمه!فقال لها ابن أمّ كلاب: و لم؟فو اللّه إنّ أوّل من أمال حرفه لأنت، فلقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلا فقد كفر، قالت: إنّهم أستتابوه، ثمّ قتلوه، و قد قلت، و قالوا، و قوليّ الأخير خير من قولي الأوّل، فقال لها ابن أمّ كلاب:
فمنك البداء و منك الغير # و منك الرّياح و منك المطر
و أنت أمرت بقتل الإمام # و قلت لنا أنّه قد كفر
و قد وصل بها الأمر بأنّها كانت تقول: يا معشر قريش إنّ عثمان قد قتل، قتله عليّ بن أبي طالب، و اللّه لأنملة-أو قالت لليلة-من عثمان خير من عليّ الدّهر كلّه، [3] و في رواية أخرى إنّها قالت: تعسوا، تعسوا، لا يردون الأمر في تيم أبدا. [4]