18- للشيخ محسن أبي الحبّ:
إن قيل حوّا قلت فاطم فخرها * * * أو قيل مريم قلت فاطم أفضل
أ فهل لحوّا والد كمحمّد؟ * * * أم هل لمريم مثل فاطم أشبل
كلّ لها عند الولادة حالة * * * منها عقول ذوي البصائر تذهل
هذي لنخلتها التجت فتساقطت * * * رطبا جنيّا فهي منه تأكل
وضعت بعيسى و هي غير مروعة * * * أنّى و حارسها السريّ الأسبل
و إلى الجدار و صفحة الباب التجت * * * بنت النبيّ فأسقطت ما تحمل
سقطت و أسقطت الجنين و حولها * * * من كلّ ذي حسب لئيم جحفل
هذا يعنّفها و ذاك يدعّها * * * و يردّها هذا و هذا يركل
و أمامها أسد الأسود يقوده * * * بالحبل قنفذ هل كهذا معضل
و لسوف تأتي في القيامة فاطم * * * تشكو إلى ربّ السماء و تعول
و لتعرفنّ جنينها و حنينها * * * بشكاية منها السما تتزلزل
ربّاه ميراثي و بعلي حقّه * * * غصبوا و أبنائي جميعا قتّلوا
فرخاي ذا بالسمّ أمسى قلبه * * * قطعا و هذا بالدماء مغسّل
19- للشيخ حبيب شعبان رحمه اللّه:
أيا منزل الأحباب مالك موحشا * * * بزهرتك الأرياح أودت بما تسفي
تعفّيت يا ربع الأحبّة بعده * * * فذكّرتني قبر (البتولة) إذ عفّي
رمتها سهام الدهر و هي صوائب * * * بشجو إلى أن جرّعت غصص الحتف
شجاها فراق المصطفى و احتقارها * * * لدى كلّ رجس من صحابته جلف
لقد بالغوا في هضمها و تحالفوا * * * عليها و خانوا اللّه في ذلك الحلف
و ما ورّثوها من أبيها و أثبتوا * * * حديثا نفاه اللّه في محكم الصحف
فآبت و زند الغيظ يقدح في الحشا * * * تعثّر بالأذيال مثنيّة العطف