اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 61
مخيريق، فقد شهد له الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله) بذلك حينما قال: «مخيريق سابق اليهود» [1].
و كان مخيريق ممّن حسن إسلامه، و لازم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في سفره و حضره، حتّى عدّ من صحابته (صلّى اللّه عليه و آله).
و قال فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «مخيريق خير اليهود» [2].
و لم يكتف مخيريق بذلك حتّى شارك مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في حروبه و غزواته، حتّى نال الشهادة بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في معركة أحد، فكان في زمرة الشهداء الأبرار الذين أبّنهم النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بخير تأبين و أثنى عليهم بكلّ جميل.
و كانت وقعة (أحد) قد حدثت في السنة الثالثة من الهجرة المباركة، فبلغ خبرها يهود المدينة، و سمع مخيريق أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قد تجهّز للمسير إلى قريش، فعزم على اللحوق بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله) و نصرته.
فذهب إلى قومه و خاطبهم، قال: يا معشر يهود، ألا تنصرون محمّدا، و اللّه إنّكم لتعلمون أنّ محمّدا (صلّى اللّه عليه و آله) نبي، و أنّ نصره عليكم لحقّ، فقالوا: ويحك إنّ اليوم يوم السبت، قال: فلا سبت لكم، ثمّ أخذ سلاحه و سيفه و مضى مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) إلى معركة أحد.
و لمّا عزم على الخروج أوصى بهذه الوصية، قال: (إن أصبت فأموالي إلى محمّد، يضعها حيث يشاء) [3].
[1] بحار الأنوار: 22/ 298 ب 7 صدقاته (صلّى اللّه عليه و آله)، فتح الباري: 6/ 140، الإصابة: 6/ 47، الاعلام: 7/ 194، تاريخ المدينة: 1/ 173، سبل الهدى و الرشاد: 4/ 212.