اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 600
قالت: أنشدكما باللّه فهل سمعتما النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: «فاطمة بضعة منّي و أنا منها من آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى اللّه، و من آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي، و من آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي»؟!
قالا: اللهمّ نعم.
قالت: الحمد للّه، ثمّ قالت: «اللهمّ إنّي أشهدك فاشهدوا يا من حضرني، أنّهما آذياني في حياتي و عند موتي، و اللّه لا أكلّمهما من رأسي كلمة واحدة، حتّى ألقى ربّي، فأشكوهما إليه بما صنعا بي و ارتكبا منّي».
فدعا أبو بكر بالويل و الثبور، و قال: يا ليت أمّي لم تلدني.
فقال عمر: عجبا للناس كيف ولّوك أمورهم، و أنت شيخ قد خرفت، تجزع لغضب امرأة و تفرح برضاها، و ما يبلغ من غضب امرأة، فقاما و خرجا [1].
[استمرار غضبها حتّى وفاتها!!]
ممّا تقدّم يظهر جليا أنّ الزهراء (عليها السلام) أعلنت غضبها، و سخطها على أولئك!
و قد استمرّ هذا الغضب، حتّى وفاتها (صلوات اللّه و سلامه عليها).
و قد أقرّ بذلك كبار علماء السّنّة، فإنّهم رووا روايات كثيرة، بألفاظ عديدة، و أسانيد سديدة، صحّت بأنّها (عليها السلام) هجرت أولئك، حتّى ماتت (سلام اللّه عليها)، و نحن نذكر هنا ثلاثة نصوص، أوردتها صحاح العامّة.
1- روى البخاري، و مسلم، و النووي، و ابن حجر، و ابن مسعود، و الطبري، و غيرهم: عن عائشة قالت:
(فوجدت فاطمة على أبي بكر، فهجرته، فلم تكلّمه حتّى توفّيت) [2].