اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 59
مساكن هاتين القبيلتين اليهوديتين، فإنّ القبائل الثلاثة اليهودية- بني النضير و بني قينقاع و بني قريظة- التي كانت في المدينة كانت كلّها في منطقة العوالي، من شرق المدينة إلى جنوبها، و كانت متقاربة فيما بينها، فاشتبه على المؤرخين أنّه من بني النضير أو من بني قينقاع.
و يقوى عندي أنّه كان من بني النضير، لأنّه رواية الأكثر، و لما دلّ بالاتّفاق على أنّ هذه الحوائط السبعة كانت في بني النضير [1].
أمواله
الذي يظهر من التأريخ: أنّ اليهود كانوا يمسكون بأزمّة التجارة و الاقتصاد في المدينة المنوّرة، على الرغم من قلّة عددهم و غلبة المسلمين عليهم، حتّى أنّهم لم يعد لهم ذكر في المدينة إذ كانوا يكوّنون أقلّية واضحة، فكانت مساكنهم منحازة و أسواقهم متميّزة.
إلّا أنّ خيوط التجارة و الاقتصاد كانت بأيديهم، فكان فيهم العدد الكبير من الأثرياء و الأغنياء و الملّاك.
و ممّن كان كذلك: مخيريق، حيث أنّ الأخبار روت أنّ مخيريق كان أيسر بني النضير، أو أنّه أيسر اليهود في المدينة المنوّرة، فكان يملك الشيء الكثير من الضياع و الأراضي و الحدائق و الأموال، و إليك بعض النصوص التاريخية في ذلك.
قال المجلسي: و كان- مخيريق- أكثرهم مالا و حدائق [2].
[1] راجع الإصابة لابن حجر: 6/ 46، و الاعلام لخير الدين الزركلي: 7/ 194.