اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 588
لمّا مرضت فاطمة الزهراء (عليها السلام) المرضة التي توفّيت فيها، و اشتدّت علّتها، اجتمعت إليها نساء المهاجرين و الأنصار ليعدنها، فسلّمن عليها، و قلن لها: كيف أصبحت من علّتك يا بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)؟
فحمدت اللّه تعالى و صلّت على أبيها ثمّ قالت:
[تظلّمها من القوم]
أصبحت و اللّه عائفة [1] لدنيا كنّ! قالية [2] لرجالكنّ! لفظتهم [3] بعد أن عجمتهم [4] و شنأتهم [5] بعد أن سبرتهم [6] فقبحا لفلول [7] الحدّ، و اللعب بعد الجدّ، و قرع الصفاة [8]، و صدع [9] القناة، و خطل الآراء، و زلل الأهواء لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ فِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ[10]، لا جرم و اللّه لقد قلّدتهم ربقتها [11] و حملتهم أوقتها [12]، و شنّت عليهم غارتها [13] فجدعا