responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 586

صنع القوم بها، و ما ارتكبوه من الأذى و الظلم، فجاءها نساء المدينة يعدنها، و يسلّين خاطرها، فاغتنمت (بأبي هي و أمّي) تلك الفرصة، للوم و التنديد برجالهنّ، فبدأت تبثّ شكواها منهم، إذ قعدوا عن نصرتها، و خذلوها، و مكّنوا الغاصبين ممّا ارتكبوه منها، من الظلم، و الجور، و الأذى، و الغصب، فكانوا هم السبب الآخر في بروز تلكم الحوادث الرهيبة، و الأجواء العصيبة، التي حلّت بعترة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و أنّهم سيحملون الوزر الأكبر ممّا فعله الغاصبون.

و هذه الخطبة و إن كانت ألقتها في بيتها (عليها السلام)، إلّا أنّ النسوة لم يكنّ ليخفين ذلك عن رجالهنّ، فكلّ امرأة منهنّ سوف تعيد كلام الزهراء (بأبي هي و أمّي) إلى زوجها، و أولادها، و أرحامها، و بذلك يمكن للزهراء (عليها السلام) أن توقض ضمائر الناس، و تعرّفهم بما صنعوه، و تذكّرهم بما نسوه!

و هذا ما حصل بعينه، فما إن فرغت الصدّيقة الكبرى (عليها السلام) من خطبتها، حتّى أعادت النساء كلامها (عليها السلام) على رجالهنّ، فكان لكلامها الأثر البالغ العظيم في نفوس المسلمين، إذ قد أحسّوا بالذنب و التقصير، و الجفاء و الإساءة، لحبيبة نبيّهم و عزيزته! فجاؤا إليها معتذرين نادمين، معترفين بالذنب مقرّين بالإساءة؟ و لات حين ندم؟ و ما ينفع الندم بعد أن فات الأوان و بعد أن أشرفت حبيبة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) على الموت، محمرّة العين، مكسورة الضلع؟ ناحلة الجسم، باكية حزينة مظلومة مقهورة، جرّاء ما صنع القوم بها؟!!

مصادر الخطبة:

1- السقيفة و فدك‌

: قال الجوهري: و حدّثنا محمّد بن زكريا، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن المهلبي، عن عبد اللّه بن حمّاد بن سليمان، عن أبيه، عن عبد اللّه‌

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 586
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست