اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 579
أزاح به علّة المبطلين، و أزال التظنّي و الشبهات في الغابرين، كلّا! بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ[1].
(21) [جواب أبي بكر مرّة أخرى]
فقال أبو بكر [2]: صدق اللّه، و صدق رسوله، و صدقت ابنته، أنت معدن الحكمة، و موطن الهدى و الرحمة، و ركن الدين، و عين الحجّة، لا أبعد صوابك و لا أنكر خطابك، هؤلاء المسلمون بيني و بينك، قلّدوني ما تقلّدت، و باتّفاق منهم أخذت، غير مكابر و لا مستبدّ و لا مستأثر، و هم بذلك شهود.
(22) [توبيخها (عليها السلام) المسلمين]
فالتفتت فاطمة (عليها السلام) إلى الناس، و قالت:
معاشر الناس، المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل القبيح الخاسر، أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها[3]، كلّا بل ران على قلوبكم، ما أسأتم من أعمالكم، فأخذ بسمعكم و أبصاركم، و لبئس ما تأوّلتم، و ساء ما به أشرتم، و شرّ ما منه اعتضتم، لتجدنّ و اللّه محملا ثقيلا، و غبّه [4] و بيلا، إذا كشف لكم الغطاء، و بان ما وراءه الضرّاء وَ بَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ[5]
[2] أقول: لمّا رأى أبو بكر أنّها (عليها السلام) قد حاججته بكتاب اللّه و خصمته، لم ير لها جوابا، فنسب فعله و ما صنعه إلى المسلمين، و هذا من التناقضات الصريحة في ردّه.