إيها بني قيلة [2] أأهظم تراث أبي [3]، و أنتم بمرأى منّي و مسمع، و منتدى و مجمع؟ تلبسكم الدعوة، و تشملكم الخبرة [4] و أنتم ذوو العدد و العدّة، و الأداة و القوّة، و عندكم السلاح و الجنّة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، و تأتيكم الصرخة فلا تغيثون، و أنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير و الصلاح، و النّخبة التي انتجبت، و الخيرة التي اختيرت، قاتلتم العرب، و تحمّلتم الكدّ و التعب، و ناطحتم الأمم، و كافحتم البهم، فلا نبرح أو تبرحون، نأمركم فتأتمرون، حتّى إذا دارت بنا رحى الإسلام، و درّ حلب الأيّام، و خضعت ثغرة الشرك، و سكنت فورة الإفك، و خمدت نيران الكفر، و هدأت دعوة الهرج، و استوسق نظام الدين.
فأنّى حرتم بعد البيان، و أسررتم بعد الإعلان، و نكصتم بعد الإقدام، و أشركتم بعد الإيمان.