responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 571

(13) [شرود الأمّة وردتها]

فهيهات منكم! و كيف بكم؟ و أنّى تؤفكون؟ و كتاب اللّه بين أظهركم، أوامره ظاهرة، و أحكامه زاهرة، و أعلامه باهرة، و زواجره لائحة، و أوامره واضحة، قد خلفتموه وراء ظهوركم.

أرغبة عنه تريدون؟! أم بغيره تحكمون؟! بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [1] وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‌ [2].

ثمّ لم تلبثوا إلّا ريث أن تسكن نفرتها [3] و يسلس قيادها، ثمّ أخذتم تورون وقدتها، و تهيّجون جمرتها، و تستجيبون لهتاف الشيطان الغويّ، و إطفاء أنوار الدين الجليّ، و إهماد [4] سنن النبيّ الصفيّ، تسرّون حسوا في ارتغاء [5] و تمشون لأهله و ولده في الخمر و الضرّاء [6] و نصبر منكم على مثل حزّ المدى، و وخز السّنان في الحشا [7].


[1] الكهف: 50.

[2] آل عمران: 85.

[3] أي عدم انقيادها.

[4] إطفاء.

[5] الحسو: الشرب شيئا فشيئا، و الارتغاء: شرب الرغوة و هي زبد اللبن، و هذا مثل يضرب لمن يظهر أمرا و يريد غيره، كمن يأخذ اللّبن فيظهر أنّه يريد الرغوة فقط، فيشربها مع اللبن، و المعنى: أنّكم تظهرون طلب الدين و أنتم تريدون الآخرة.

[6] الخمر: ما يستر الشخص من الشجر و غيره، و الضرّاء: الشجر الملتف بالوادي، و المعنى: أنّكم تخفون شيئا و تظهرون السير لأهل البيت في سراءكم و ضراءكم خديعة و كفرا.

[7] الحزّ: القطع، و المدى جمع المدية و هي السكين، و الوخز: الطعن بالرمح بحيث لا ينفذ إلى البدن، و السنان رأس الرمح، و الحشا: الأمعاء و ما انطوت عليه الضلوع.

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 571
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست