فإن تعزوه و تعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم [2] و أخا ابن عمّي دون رجالكم، و لنعم المعزّي إليه (صلّى اللّه عليه و آله)، فبلّغ الرسالة صادعا بالنذارة، مائلا عن مدرجة المشركين [3]، ضاربا ثبجهم [4]، آخذا بأكظامهم [5] داعيا إلى سبيل ربّه بالحكمة و الموعظة الحسنة، يكسّر الأصنام، و ينكث الهام [6]، حتّى انهزم الجمع و ولّوا الدبر، و حتّى تفرّى الليل عن صبحه، و أسفر الحقّ عن محضه، و نطق زعيم الدين، و خرست شقائق الشياطين [7]، و طاح وشيظ النفاق [8]، و انحلّت عقدة الكفر و الشقاق، و فهتم بكلمة الإخلاص، في نفر من البيض الخماص [9].
(10) [حال الأمّة قبل الإسلام و بعده]
و كنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، و نهزة الطامع [10]، و قبسة