اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 564
طاعته، و إظهارا لقدرته، و تعبّدا لبريّته، و إعزازا لدعوته، ثمّ جعل الثواب على طاعته، و وضع العقاب على معصيته، ذيادة [1] لعباده عن نقمته، و حياشة منه إلى جنّته.
(4) [الرسول و الرسالة]
و أشهد أنّ أبي محمّدا عبده و رسوله، اختاره و انتجبه قبل أن أرسله، و سمّاه قبل أن اجتباه، و اصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، و بستر الأهاويل مصونة، و بنهاية العدم مقرونة، علما من اللّه بمآيل الأمور [2] و إحاطة بحوادث الدهور، و معرفة بمواقع المقدور.
ابتعثه اللّه تعالى إتماما لأمره [3] و عزيمة على إمضاء حكمه، و إنفاذا لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكّفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة للّه مع عرفانها، فأنار اللّه بأبي محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) ظلمها، و كشف عن القلوب بهمها، و جلا عن الأبصار غممها [4]، [و عن الأنفس غممها] [5]، و قام في الناس بالهداية، و أنقذهم من الغواية، و بصّرهم من العماية، و هداهم إلى الدين القويم، و دعاهم إلى الصراط المستقيم.
[1] الذيادة: المنع و الطرد، و الذائد: الحامي الدافع.
[2] في «الف»: علما من اللّه في غامض الأمور ...: أي بما يحدث من الأمور.
[3] في «ج»: و معرفة منه بمواقع المقدور، و ابتعثه إتماما لعلمه ... و في «ب»: و معرفة بمواضع الأمور، و في «د»: بمواقع المقدور ....