responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 552

عرفانها، و يقينها بفناء الدنيا، و توجّه نفسها القدسية، و انصراف همّتها العالية دائما إلى اللذّات المعنوية و الدرجات الأخروية، لا تناسب مثل هذا الاهتمام في أمر فدك، و الخروج إلى مجمع الناس للمنازعة مع المنافقين في تحصيله.

و الجواب عنه من وجهين:

الأوّل: أنّ ذلك لم يكن حقّا مخصوصا لها؟ بل كان أولادها البررة الكرام مشاركين لها فيه، فلم يكن يجوز لها المداهنة و المساهلة و المحاباة و عدم المبالاة في ذلك، ليصير سببا لتضييع حقوق جماعة من الأئمّة الأعلام، و الأشراف الكرام، نعم لو كان مختصّا بها كان لها تركه، و الزهد فيه، و عدم التأثّر من فوته.

الثاني: أنّ تلك الأمور لم تكن لمحبّة فدك و حبّ الدنيا، بل كان الغرض إظهار ظلمهم، و جورهم، و هذا كان من أهمّ أمور الدين، و أعظم الحقوق على المسلمين، و يؤيّده أنّها (عليها السلام) صرّحت في آخر الكلام به، حيث قالت: «قلت ما قلت على معرفة منّي بالخذلة ...» [1].

مضافا إلى أنّها لو تركت المطالبة بحقّها، لقال الذين في قلوبهم مرض: لم تركت حقّها و لم تطالب به أمام المسلمين؟ و لماذا لم تحاجج القوم في نحلتها؟ و لماذا لم تستنصر المسلمين عليهم، فيكون ذلك ذريعة عندهم لنفي استحقاقها، و تبريرا لغاصبيها، و ظالميها.

ثانيا: محاور الخطبة الفدكية

تضمّنت هذه الخطبة البليغة محاور مهمّة تجدر الإشارة إليها، فالمفاهيم المعنوية، و المعاني الدينية العظيمة، و الأسرار و العلل الإلهية المودعة في الأحكام الشرعية، و العقائد الإسلامية، و جهود الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) و مواقف الوصي (عليه السلام)، و خذلان‌


[1] بحار الأنوار: 29/ 324- 325.

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 552
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست