اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 518
ترك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)؟
قال: نحن أحقّ الناس برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
فقلت: و الذي بخيبر؟ قال: و الذي بخيبر.
قلت: و الذي بفدك؟ قال: و الذي بفدك.
فقلت: أما و اللّه حتّى تحزّوا رقابنا بالمناشير فلا؟!!
فلو كان ما ادّعاه أبو بكر- من أنّه سمع الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: لا نورّث- صحيحا لكان الأولى أن يحتجّ على علي (عليه السلام) بذلك، و يقول له: إنّنا سمعنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: لا نورّث، و ما تركناه صدقة، و هذا مال المسلمين، كما أجاب بذلك فاطمة الزهراء (عليها السلام).
و لكنّنا نراه قد أجابه بغير ذلك، إذ لجأ إلى العنف و التهديد، و القوّة و الوعيد، ممّا يدلّ على أنّ ذلك الحديث المزعوم قد أعدّ من ذي قبل، و كان موقّتا بوقت و لغرض خاصّ سياسي، فحينما رأوا أنّ الزهراء (عليها السلام) قد أعلنت بالمطالبة، و تجاهرت بذلك أمام المسلمين، لم يكن بإمكانهما أن يجيبا بتلك اللغة التي أجابا عليا (عليه السلام) بها، فاضطرّا لأن يغيّرا اللهجة أمام الناس بما يخدع عقولهم، فاختلقا ذلك الحديث و نسباه إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
سابع عشرين: أمير المؤمنين و أبو بكر في الميزان:
إنّ التعصّب الأعمى، و الخروج عن جادّة الحقّ و الانصاف، دفع جماعة من أهل الجدل و الاعتساف، إلى القول بترجيح كلام أبي بكر على كلام علي (عليه السلام) مع كون علي (عليه السلام) عدل القرآن، و أحد الثقلين.
و لو لم يكن القرآن مخالفا لما جاء به أبو بكر، لكفى في بطلانه مخالفة الإمام علي (عليه السلام) له.
كيف و قد جعل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) أبا بكر و عليا (عليه السلام) في كفّتي الميزان، ليفهّم أمّته بأنّهما
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 518