اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 512
شرّفه اللّه على الأوّلين و الآخرين! و جعله القدوة في أمور الدنيا و الدين!
فلا شكّ أنّ هذا الحديث المزعوم، فيه قدح على النبي العظيم، و تجاسر على ساحة النبي الكريم، كيف؟ و هو الذي أوصى بأهل بيته كرارا و مرارا، سرّا و جهارا، قائلا: «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي» و: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و: «أوصيكم بأهل بيتي خيرا» أتراه يوصي بهم، و بإكرامهم، ثمّ يحرمهم من خيره و تركته؟! حاشا رسولنا الكريم.
إنّ الأنبياء هم أولى من عمل بالسنن الإلهية، و القوانين السماوية، و الوصايا القرآنية، و قد قال اللّه تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ[1] حيث أمر اللّه تعالى بالوصية للأقربين و جعله من المعروف الذي أوجبه على المتّقين، أتراه يمنع ابنته و أقرب الخلق إليه من المعروف، و يصنعه إلى الغرباء البعداء؟!!
3- تأكيد القرآن على الوصية بالأرحام:
و قد أكّد القرآن الكريم، على الوصية للأرحام، و أولي القربى للميّت.
قال ابن الجوزي في (زاد المسير)، في تفسير قوله تعالى: وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ[2]: إنّه قرابة الرجل، و المراد به ثلاثة أقوال: ... الثالث: الوصية لهم عند الوفاة [3].
على الرغم من أنّ هؤلاء الأرحام يستحقّون التركة بعد وفاة الميّت، إلّا أنّ القرآن الكريم، أراد التأكيد على حفظ حقوق القربى، و الأرحام، فأمر بالوصية