اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 502
كما ادّعاه أبو بكر.
فهذا افتراء في تحريف! و وضع في دسّ!! و قد صحّ عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أنّه قال: «من افترى عليّ فليتبوّأ مقعده في النار»!
و أنت ترى: أنّ واقع الأحاديث المتقدّمة تشهد بكذب رواية أبي بكر، و أنّه أخذ ذلك المعنى- نفي الإرث- من هذه الأحاديث و نسب نفي الإرث إلى آل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و أولاده، تحريفا لكلام النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و كذبا عليه، و افتراء على اللّه و رسوله، و لم يكتف بذلك حتّى زاد فيه (ما تركناه صدقة).
ثالث عشرين: كذب ذيل الحديث: [ما تركناه صدقة]:
و ممّا يشهد على كذب الحديث: الفقرة الأخيرة منه، و هي: ما تركناه صدقة، إذ فيها من الإشكالات، و المخالفة للشرع ما لا يخفى على أحد:
1- عدم ثبوت التصدّق بكلّ التركة:
إنّ هذه الفقرة تضمّنت أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) تصدّق بجميع تركته من بعده، و لم يثبت تصدّقه هذا إلّا بدعوى أبي بكر وحده.
على الرغم من أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كان يملك الكثير من الضياع، و الأراضي، و العقار، و لا شكّ أنّ مثل هذه الثروة الضخمة، لو كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) تصدّق بها، لما خفي ذلك على أحد من الناس، و لأعلن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ذلك، أو على الأقلّ يفضيه إلى أصحابه، أو أهل بيته، أو لبنته فاطمة (عليها السلام).
و لم يرو أحد من العامّة أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) تصدّق بتركته؟ و كلّ من روى الصدقة إنّما استند إلى زعم أبي بكر فقط!!
كيف و قد سجّل التاريخ إقطاعات النبي (صلّى اللّه عليه و آله) قليلها و كثيرها، فلم تبلغ هذه الصدقة المزعومة؟ و لم تخف على أحد من المسلمين، فكيف لو كان قد تصدّق بجميع تركته؟!!
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 502