اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 478
بين فضّال و أبي حنيفة:
و قد جرت مناظرات حول هذا الموضوع بين فضّال بن الحسن الكوفي، و أبي حنيفة:
روى العلّامة الحجّة الشيخ محمّد علي الحائري السنقري رحمه اللّه في كتابه (خصائص الزهراء (عليها السلام)) قال:
عن أحد الإمامية قال: كنت مع فضّال بن الحسن بن فضّال الكوفي، فمررنا بحلقة فيها أبو حنيفة و هو مقبل على أصحابه يلقي عليهم، فقال فضّال: و اللّه لا أدعه حتّى أفحمه؟ قلت له: إنّك لا تقدر عليه فإنّه أقوى من ذلك.
فقال لي: أسكت! و اللّه لا تعلو حجّة رجل ضالّ على حجّة مؤمن قطّ.
ثمّ تقدّم حتّى وقف أمام أبي حنيفة، فقال:
أيّها القاضي، إنّ لي أخا رافضيا، و هو أكبر منّي سنّا، يقول إنّ أفضل الخلق بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) علي بن أبي طالب، و أنا أقول أبو بكر، فأتيتك لتعلّمني حجّة أقولها له.
فقال أبو حنيفة: قل لأخيك: كفى بفضل أبي بكر و عمر أنّهما كانا جليسا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في العريش يوم بدر، و سائر حروبه، و عليّ كان يقاتل بعيدا منه، فهما أفضل منه.
فقال فضّال: لقد قلت هذا لأخي، فأجابني بأنّ اللّه تعالى يقول: فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً[1] و عليّ كان يجاهد و يجالد المشركين بسيفه، و هما كانا قاعدين مع النبي، فعليّ أفضل منهما.
فقال أبو حنيفة: إنّ أبا بكر و عمر قد دفنا إلى جنب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و عليّ