اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 462
الوزير الشفيق، و الصاحب اللصيق؟!
و لم نر قاضيا يشهد لنفسه، قبل ذلك اليوم و لا بعده!!
و لم يخف ذلك على الصدّيقة الكبرى (عليها السلام) فوسمتهم بتلك السمة التي كشفت للأجيال كذبهم، قالت: «إنّ هذه أوّل شهادة زور شهدا بها في الإسلام»!!
و قد تقدّم أنّ عمر أقرّ على نفسه بأنّه لم يسمع الحديث من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إنّما سمعه من أبي بكر، و بهذا يكون قد أبطل شهادته حينما شهد على سماعه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
3- شهادة الأعرابي:
و لم يكتف أبو بكر بمن أحضره من الشهود، إذ كانوا من حزبه و أنصاره، فقد احتار فيمن يشهد له من الرجال شهادة الزور، فبعد أن شهدت له ابنته عائشة، و عمر و ابنته حفصة، جعل يبحث عن شاهد آخر ممّن لا ينتمي إليه في الظاهر، و لم يكن بوسع أحد من الصحابة أن يجرأ على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و يكذب عليه، أو يشهد شهادة زور، و قد سمعوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول مرارا: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار».
لذا فقد اضطرّ أبو بكر- و عمر- أن يغوي رجلا أعرابيا من بني النضير، اسمه (أوس بن الحدثان، أو مالك بن أوس) من أعراب المدينة، لم يعرف له ذكر في عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و لم يذكره المؤرخون في عداد الصحابة، فضلا عن أن يكون قد سمع حديثا منه (صلّى اللّه عليه و آله) أو روى رواية، أو شهد معه وقعة أو غزوة.
قال ابن سعد في الطبقات: لم يبلغنا أنّه رأى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و لا روى عنه شيئا [1].
بل قال: ولكنّه تأخّر إسلامه.
[1] الطبقات: 5/ 56- 57، تاريخ مدينة دمشق: 56/ 366.
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 462