اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 461
عائشة بولاية أبيها، و استطالت، و أخذت فدك ... [1].
و من الطبيعي إذا ثبت عداوة و بغض عائشة و حفصة للصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام)، انتقل ذلك إلى أبيهما: أبي بكر و عمر، إذ المرأة تشكو إلى أبيها ما تلاقيه من ذلك فيتولّد البغض في نفس الأب أيضا، خصوصا و أنّ عائشة كانت تطمح أن يكون لأبيها ما كان لعلي (عليه السلام) من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و كذلك حفصة.
و لا شكّ أنّ هذا العداء و البغض الذي أقرّ به الخاصّ و العام يمنع من صحّة شهادة عائشة و حفصة على الحديث المزعوم، بل و يمنع من صحّة قضاء أبي بكر و عمر، إذ كانا هما المدّعيان فكيف يتصدّون للقضاء؟
ألا ترى أنّ عليا (عليه السلام) تحاكم إلى شريح في قصّة درعه الذي ادّعاها اليهودي، و لم يقض هو (عليه السلام) فيها؟!
أضف إلى كلّ هذا: أنّ عائشة و حفصة متّهمين بنفس ما اتّهم به عمر الحسن و الحسين، في دعوى النحلة، حيث قال: و أمّا الحسن و الحسين فابناها، أي يجرّان، و نحن أيضا نقول له: و أمّا عائشة فابنة أبي بكر، و حفصة ابنتك، و هما متّهمتان بجرّ النفع لأبويهما، فهما يجرّان النار إلى قرصيهما!!
2- عمر بن الخطّاب:
و ممّا يزيد في التعجّب؟ أن يكون عمر أحد الشهود في القضية التي تصدّى هو لردّها، و أوقف نفسه موقف الحاكم منها، و لا يجوز للإنسان أن يشهد لنفسه، و كيف يجوز للقاضي أن يقضي لنفسه؟! و قد كان عمر خصم الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام)، بل كان هو الحاكم إذ طلب منها البيّنة فردّها ثمّ شهد لنفسه؟!
و هل الأحداث المريرة التي جرت على السيّدة المظلومة (عليها السلام) إلّا بمساعي