اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 453
بامرأتين: عائشة و حفصة، و رجلين: عمر بن الخطّاب و رجل أعرابي بوّال على عقبيه، لا يفقه حرفا من كتاب اللّه و لا من سنّة نبيّه (صلّى اللّه عليه و آله) و هو: أوس بن الحدثان، أو مالك بن أوس بن الحدثان، الذي لم يعرف له اسم و لا ذكر إلّا يومئذ.
ففي الاختصاص: أنّ الزهراء (عليها السلام) لمّا جاءت إلى أبي بكر تطلب ميراثها من أبيها قال لها: إنّ النبي لا يورث، إنّ عائشة تشهد و عمر أنّهما سمعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: إنّ النبي لا يورث.
فقالت (عليها السلام): هذا أوّل شهادة زور شهدا بها [1].
و في قرب الإسناد: عن حنان بن سدير قال: سأل صدقة بن مسلم أبا عبد اللّه (عليه السلام) و أنا عنده، قال: من الشاهد على فاطمة بأنّها لا ترث أباها؟
قال: شهدت عليها عائشة و حفصة، و رجل من العرب يقال له: أوس بن الحدثان من بني نضر ... [2].
و كذا في كشف الغمّة، و تفسير القمّي.
و للردّ على الشهود، و نقضهم نقول:
(عائشة و عمر يعترفان بعدم سماع الحديث من النبي (صلّى اللّه عليه و آله))
: إنّ من شروط صحّة الشهادة: أنّها لابدّ أن تكون مستندة إلى الحسّ، أي المشاهدة أو السماع، و قد ادّعت عائشة و عمر- حينما شهدا- أنّهما سمعا الحديث من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كما سمعه منه أبو بكر.
إلّا أنّ التاريخ كشف الواقع، و أزال الستار عن وجه الباطل، فما هي إلّا أيّام يسيرة و إذا بعائشة و عمر يعترفان بأنّهما لم يسمعا الحديث من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و إنّما