اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 421
فكيف حدّث هو بذلك الحديث الذي صار سببا لحدوث الاختلاف الشديد بين الأمّة؟ منذ زمانه، و إلى يومنا هذا، و إلى قيام الساعة، بل صار سببا للفرقة و التباغض!!
و كيف أرجع الأمّة إلى الكتاب، بقوله: (فمن سألكم فقولوا: بيننا و بينكم كتاب اللّه، فاستحلّوا حلاله، و حرّموا حرامه) ثمّ هو ترك العمل بالكتاب، و طرح آيات القرآن التي تدلّ على توريث الأنبياء لأرحامهم، و تمسّك بهذا الحديث المخالف لها.
فهذا تناقض بين قوله و فعله، و هو دليل على بطلان روايته و حديثه.
و أمّا أتباعه: فيجب أن يتركوا الاستدلال بحديثه (لا نورث) استنادا إلى نهيه عن التمسّك بالحديث في مقابل القرآن الكريم.
و الحاصل: إنّ منع أبي بكر للحديث، و أمره بالرجوع إلى القرآن، يسقط حجّية حديثه (لا نورث)، فيجب طرحه، و عدم العمل به، استنادا إلى نهيه عن رواية الحديث، خصوصا تعليله- في منع الحديث- بحدوث الاختلاف، إذ لا يوجد في تاريخ المسلمين حديث أوجب الاختلاف كحديث (لا نورث).
سابعا: جهل أبي بكر و عمر بالأحكام يشكّك في صحّة حديثه:
و من العجيب أنّا نرى أبا بكر يتصدّى للقضاء في ردّ دعوى الصدّيقة الكبرى (عليها السلام) و هو من اتّفقت كلمة كلّ محدّث و فقيه و رجالي على أنّه ما كان يعرف الحكم في أنّ الجدّة هل ترث أم لا!! و هل لها نصيب من تركة الميّت أم لا [1]!
بل لم يعرف معنى قوله تعالى: وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا فيعتذر قائلا: أيّ سماء تضلّني!