اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 42
يدلّ على ذلك: ما رواه أنس بن مالك قال:
كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يصلّي العصر و الشمس مرتفعة حيّة، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيها و الشمس مرتفعة [1].
و لا شكّ أنّ هذا تصريح بقرب منطقة العوالي من المدينة بل هي جزء منها.
و كذا ما دلّ على أنّها كانت منزل النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، كان ينزل فيها يبيت عند جاريته، فقد أورد الحرّ العاملي في وسائل الشيعة، و غيره: «أنّ مشربة أمّ إبراهيم [2] كانت مسكن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و مصلّاه».
و هو دليل قربها من المدينة، بل هي داخل المدينة، إذ لو كانت بعيدة لم يكن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يتّخذها مسكنا له، و لا أن يصلّي فيها، و لشقّ عليه (صلّى اللّه عليه و آله) الذهاب إليها و الرجوع إلى المسجد.
أمّا اليوم: فقد اتّصل العمران بين المدينة و العوالي حتّى أصبحت العوالي من أهمّ مناطقها و مراكزها، و هي اليوم من أشهر المحلّات في المدينة المنوّرة.
و يوجد في المدينة شارع بحذاء البقيع، يسمّى: (شارع العوالي) و هو شارع الإمام علي (عليه السلام) اليوم، هذا كلّه بالإضافة إلى ما دلّ على أنّ (جزع الصافية)- و هو إحدى الحوائط السبعة في العوالي- كان بحذاء البقيع أي: ملاصقا له، و هذا دليل واضح على أنّ محلّة العوالي كانت داخل المدينة، غير خارجة عنها.
إلّا أنّ المؤرخين حدّدوها بما يوهم أنّها بعيدة من المدينة، و إليك بعض ما ذكره المؤرخون في ذلك:
مجمع البحرين: العالية و العوالي: هي قرى بأعلى أراضي المدينة، أدناها
[1] الروض المعطار في خبر الأقطار: 422، و مثله في مسند أحمد: 3/ 161، و السنن الكبرى: 1/ 440.
[2] هي إحدى البساتين و الضياع السبعة في محلّة العوالي.
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 42