اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 419
فقال أبو بكر: فأين كنت يا عبّاس حين جمع النبي بني عبد المطّلب و أنت أحدهم، فقال: أيّكم يؤازرني و يكون وصيّي و خليفتي في أهلي، ينجز عداتي، و يقضي ديني، فأحجم عنها إلّا عليا، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): أنت كذلك.
فقال العباس: فما أقعدك مجلسك هذا؟ تقدّمته و تأمّرت عليه؟!
فها هو عليّ (عليه السلام) يطالب بإرثه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من جهة زوجته فاطمة (عليها السلام)، ممّا يدلّ على أنّه لم يكن يعترف بصحّة ما زعمه أبو بكر من حديث (لا نورث)، و كذلك العبّاس، و كذلك أبو بكر، فإنّه كذّب ما زعمه من أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) لا يورث، و إلّا لما حكم بها لعليّ من حيث أنّ فاطمة ورثته من أبيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
و لم يكن العباس ينازع أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما علم و رأى أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قد أعطاه ما أعطاه، كيف و هو الذي طلب من علي (عليه السلام)- عند وفاة النبي (صلّى اللّه عليه و آله)- أن يمدّ يده ليبايعه فلا يختلف عليه إثنان، فأبى علي؟
على أنّ الخليفة إنّما قضى برحل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لعلي من جهة الإرث [2]، فلو كانت صدقة- كما زعم- لما قضى بها لعلي (عليه السلام)، بل كان يجب عليه أن يضعها في بيت المال.
و بهذا يظهر: أنّ تخاصم علي و العباس إنّما كان لأجل تنبيه أبي بكر على كذب دعواه، و إظهارا لإرث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
سادسا: منافاة الحديث لمنهج أبي بكر في الاستناد إلى السّنّة:
إنّ أبا بكر في بداية خلافته، جمع الناس، و نهاهم عن التمسّك بالأحاديث،
[2] سيأتي في المناقشة (15) تناقض حكمه بين فدك و باقي تركة النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) المنقولة، حيث حكم لعليّ (عليه السلام)، من جهة إرثه من فاطمة (عليها السلام).
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 419