اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 411
فلا مندوحة لمن صدّق اللّه و كتابه و رسوله (صلّى اللّه عليه و آله) أن يقول بكذب هذه الأحاديث.
لا يمكن أن يخفي نبي الرحمة و الهدى هذا الحكم عمّن هو محلّ الابتلاء، و هم ورثته و يعرّف به أجنبيا واحدا!! حتّى يصير سببا للفتنة و الاختلاف بين ابنته الطاهرة، و من يلي أمر الأمّة، إلى أن ماتت غضبى عليه.
و كيف يتصوّر أن يخفي هذا الحكم عن أخيه و نفسه، و باب مدينة علمه، و من عنده علم الكتاب، و يظهره لغيره؟!!
ليت شعري! ألم تكن لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) رأفة على بضعته فيعلمها حكمها و يصونها عن الخروج إلى المحافل مطالبة بما لا تستحقّه! و تعود بالفشل راغمة مهضومة؟
ما أظنّ مؤمنا برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عارفا بشأنه يلتزم بصحّة هذا الخبر مع هذه المفاسد [1].
و الحاصل: لا يجوز للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) أن يشرّع حكما يخالف نصوص القرآن التي تنصّ على ميراث الأبناء للآباء، ثمّ يخفي هذا التشريع عن جميع المسلمين، بل عن أقاربه و من هم محلّ الابتلاء بذلك التشريع، ابنته، و ابن عمّه باب مدينة علمه، و يخبر به من يخاصمهم فيه!
فلا شكّ: إنّ هذه التساؤلات كلّها تقضي بكذب الحديث المزعوم.
ثالثا: مخالفة الحديث لقوله تعالى: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[2]:
فإنّ اللّه تبارك و تعالى أمر نبيه الكريم (صلّى اللّه عليه و آله) أن ينذر عشيرته و قرابته قبل أن