اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 384
الثانية: خروجها بنفسها صلوات اللّه عليها، و مواجهتها لأبي بكر و عمر، و احتجاجها معهما.
المحاولة الأولى:
رأت من الأفضل و قبل كلّ شيء أن ترسل إلى أبي بكر رسولا يطالبه بجميع حقوقها من تركة أبيها (صلّى اللّه عليه و آله) التي استولى عليها أبو بكر بما فيها (فدك).
و إنّما سلكت هذه المحاولة- أوّلا- و لم تخرج بنفسها: لأنّ موضوع الإرث ممّا لا يشكّ فيه أي إنسان، فهو سبب قهري، لا يمكن لأحد إنكاره.
و لم يبلغ ظنّ الصدّيقة الطاهرة أنّ القوم ينكرون أبسط الفرائض الإلهية التي سنّها اللّه تعالى لجميع البشر من بدء الخليقة و حتّى ختامها، فهو من السنن البشرية، و لم تعهد ملّة تنفي التوارث بين الأرحام.
فإذن: أكبر الظنّ أنّها (عليها السلام) كانت على يقين من استرداد فدك بدعواها الإرث، و لهذا لم تخرج بنفسها- أوّلا- إنّما أرسلت من يطالب أبا بكر بذلك، و إليك مصادر ذلك:
1- صحيح البخاري: بإسناده عن عائشة: قالت: إنّ فاطمة (عليها السلام) أرسلت إلى أبي بكر، تسأله ميراثها من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ممّا أفاء اللّه عليه بالمدينة، و فدك، و ما بقي من خمس خيبر.
فقال أبو بكر: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: لا نورّث، ما تركناه فهو صدقة [1].