قال: و أخذ فدكا من فاطمة، و قد وهبها إيّاها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فلم يصدّقها، مع أنّ اللّه قد طهّرها و زكّاها، و استعان بها النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في الدعاء على الكفّار على ما حكى اللّه تعالى، و أمره بذلك، فقال تعالى: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ فكيف يأمره اللّه بالاستعانة- و هو سيّد المرسلين- بابنته و هي كاذبة في دعواها، غاصبة لمال غيرها، نعوذ باللّه من ذلك.
فجاءت بأمير المؤمنين فشهد لها فلم يقبل شهادته، قال: إنّه يجرّ إلى نفسه.
و هذا مع قلّة معرفته بالأحكام، و مع أنّ اللّه تعالى قد نصّ في آية المباهلة أنّه نفس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فكيف يليق بمن هو بهذه المنزلة- و استعان به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بأمر من اللّه في الدعاء يوم المباهلة- أن يشهد بالباطل و الكذب؟ و يغصب المسلمين أموالهم، نعوذ باللّه من هذه المقالة.
و شهد لها الحسنان (عليهما السلام)، فردّ شهادتهما، و قال: هذان ابناك لا أقبل شهادتهما لأنّهما يجرّان نفعا بشهادتهما.
و هذا من قلّة معرفته بالأحكام أيضا، مع أنّ اللّه قد أمر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بالاستعانة بدعائهما يوم المباهلة، فقال: أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ و حكم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بأنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة، فكيف يجامع هذا شهادتهما بالزور و الكذب، و غصب المسلمين حقّهم، نعوذ باللّه من ذلك.
ثمّ جاءت بأمّ أيمن، فقال- أبو بكر- امرأة لا يقبل قولها.
مع أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) قال: «أمّ أيمن من أهل الجنّة».
[1] جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن مطهّر الحلّي (ت/ 726 ه) من أعلام الشيعة الإمامية، انتهت إليه رئاسة الشيعة في عصره.
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 355