responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 332

الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)، فرأى أمير المؤمنين أن يردّها إلى ورثتها و يسلّمها إليهم، تقرّبا إلى اللّه تعالى، بإقامة حقّها و عدله، و إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بتنفيذ أمره و صدقته، و قد كتب أمير المؤمنين إلى المبارك الطبري مولى أمير المؤمنين بأمره بردّ فدك على ورثة فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بحدودها و جميع حقوقها المنسوبة إليها، و ما فيها من الرقيق و الغلّات‌ [1].

15- المرء يحفظ في ولده:

لقد بلغ الأمر بالقوم، أنّهم ما اقتصروا على نبذ القوانين الشرعية، و الأحكام الدينية فحسب، بل سحقوا حتّى الآداب العرفية، و السنن الخلقية، التي اعتادها بنو البشر في كلّ جيل و زمان و مكان؟

فإنّ من له أدنى ضمير و تأمّل يقطع بأنّ (المرء يحفظ في ولده)، فلو أنّ رجلا كان عنده صديق يحسن إلى ذلك الرجل و يكرمه و يتعاهد أمره و يشاطره سعادته و همومه، ثمّ مات ذلك الصديق و ترك ذرّية و أولادا، لوجب على الرجل أن يكرم ذرّية صديقه و يحسن إليهم و يتعاهد أمرهم، وفاء لإحسان ذلك الصديق الذي لم يقصّر في خدمته و سعادته.

و لو فتّشت و فحصت في تاريخ الأمم و الشعوب، عن أعظم شخصية أنعمت على هذه الأمّة، فإنّك لا تتعدّى شخصية خاتم الأنبياء المصطفى محمّد (صلّى اللّه عليه و آله)، ذاك الذي أنقذ هذه الأمّة حيث أخرجهم من ظلمات الجهل، إلى نور الهداية و المعرفة و الرقي، و أخرجها من حضيض الحيوانية و الجهل، إلى قمم الإنسانية و العلم.

و قد أشارت مولاتنا فاطمة (عليها السلام) في خطبتها إلى جهود النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، و كبير نعمته و فضله على هذه الأمّة، قالت:


[1] شواهد التنزيل: 1/ 444، فتوح البلدان: 1/ 38، تاريخ اليعقوبي: 469.

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست