و من كانت هذه صفته لا يجوز ردّ شهادته، و لا طرح قوله.
3- اللازم قبول شهادة علي (عليه السلام) وحده:
و كان اللازم على أبي بكر، عند طلبه البيّنة من الصدّيقة فاطمة (عليها السلام)، أن يكتفي بشهادة عليّ (عليه السلام) وحده! كيف و قد جعله اللّه تعالى شاهدا على هذه الأمّة في قوله تعالى: أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ[3].
فقد قال السيوطي في (الدرّ المنثور): أخرج ابن أبي حاتم، و ابن مردويه، و أبو نعيم في (المعرفة): عن علي (عليه السلام) قال: ما من رجل من قريش إلّا نزل فيه طائفة من القرآن، فقال له رجل: و ما نزل فيك؟!
[1] روى الخوارزمي، بإسناده عن مجاهد، قال: «قيل لابن عباس: ما تقول في علي بن أبي طالب؟ فقال:
«ذكرت و اللّه أحد الثقلين، سبق بالشهادتين، و صلّى القبلتين، و بايع البيعتين، و أعطي السبطين، و هو أبو الحسن و الحسين، و ردّت عليه الشمس مرّتين، بعد ما غابت عن الثقلين، و جردّ السيف تارتين، و هو صاحب الكرّتين، فمثله في الأمّة مثل ذي القرنين، ذاك مولاي علي بن أبي طالب (عليه السلام)» المناقب الفصل التاسع عشر.
[2] قال ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة): 1/ 7- 9 قال البغداديون قاطبة، قدماؤهم و متأخّروهم، كأبي سهل، و أبي موسى، و أبي عبد اللّه جعفر بن مبشر، و أبي جعفر الأسكافي، و أبي الحسين الخيّاط، و أبي القاسم البلخي و تلامذته: إنّ عليّا (عليه السلام) أفضل من أبي بكر.
و إلى هذا المذهب ذهب من البصريين: أبو علي الجبائي، و الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ البصري، و قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبّار، و أبو محمّد الحسن صاحب (التذكرة).
و أمّا نحن: فنذهب إلى ما يذهب إليه شيوخنا البغداديون من تفضيل عليّ (عليه السلام)، و قد ذكرنا في كتبنا الكلامية ما معنى الأفضل، و هل المراد به الأكثر ثوابا، أو الأجمع لمزايا الفضل و الخلال الحميدة، و بيّنا أنّه (عليه السلام) أفضل على التفسيرين معا.