اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 293
و يطلق هذا اللقب على من تطابق ظاهره مع باطنه، و علانيته مع سريرته، و قوله مع فعله، و هو معنى العصمة المطلقة، و لا ريب في عصمتها (صلوات اللّه عليها)، لدخولها في آية التطهير بإجماع الخاصّ و العام، و دخولها في حديث الثقلين.
و إذا ثبت أنّ فاطمة (عليها السلام) صدّيقة- و قد أقرّت بذلك عائشة- فقد ثبّت صدقها، و صحّة قولها، فكيف طلب الخليفة منها البيّنة؟
إذا البيّنة إنّما تطلب ليغلب في الظنّ صدق المدّعي، و قد ثبت صدقها (عليها السلام) بتزكية اللّه تعالى لها في آية التطهير إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً[1] و زكّاها أبوها المصطفى حيث سمّاها: الصادقة و الصدوقة و الصدّيقة!
إقرار أبي بكر بصدقها:
و قد أقرّ أبو بكر بصدقها، في غير مرّة، منها:
ما رواه الجوهري، و ابن أبي الحديد، عن أبي البختري قال: قال لها أبو بكر، لمّا طلبت فدكا: بأبي أنت و أمّي، أنت عندي الصادقة الأمينة [2].
و منها: ما أجابها به أبو بكر بعد خطبتها (عليها السلام) قال: و أنت يا خيرة النساء، و ابنة خير الأنبياء، صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودة عن حقّك، و لا مصدودة عن صدقك [3].