اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 277
سيّدي شباب أهل الجنّة، و أمّ أيمن المشهود لها بالجنّة، و أمّ سلمة، و رباح مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فشهدوا أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أعطاها فدكا، فردّهم أبو بكر.
فكيف يزعم الفخر الرازي أنّها (عليها السلام) لم تجد الشاهد؟!!
بل إنّ الفخر الرازي قال- قبل ذلك الكلام-: (و شهد لها أمّ أيمن، و مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)). فكيف يزعم أنّها (عليها السلام) لم تجد من يشهد لها؟
و بناء على دعوى الفخر الرازي أنّ أمّ أيمن، و مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) شهدا لها، كان الواجب على أبي بكر أن يستحلفها، لتكمل الشهادة، فلم يفعل.
فما بال الفخر الرازي سكت عن هذا؟ و لم يقل شيئا؟!!
على أنّ الحديث (9) صرّح بأنّ فاطمة (عليها السلام) حلفت باللّه الذي لا إله إلّا هو أنّ شهودها ما قالوا إلّا حقّا، و بهذا الحلف تمّت الشهادة، لأنّ شهادة رجل واحد، و امرأة، بثلاثة أرباع الشهادة، فيبقى الربع، و هو: إمّا يمين المدّعي، أو امرأة أخرى، و قد حلفت فاطمة (عليها السلام).
بل لو لم يشهد لها إلّا رجل واحد فقط لوجبت دعواها بيمينها، لما سيأتي في الأخبار: أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قضى بشاهد و يمين. فكيف و قد شهد لها سبعة، فيهم من هو عدل القرآن، و قرين الكتاب، و مدار الحقّ و الصواب، و فيهم سيّدي شباب أهل الجنّة؟!! و هؤلاء خيرة أهل الأرض فكيف ردّ أبو بكر شهادتهم؟!!
الاحتجاج بالسند الذي كتبه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)
و لم تكتف الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) بمطالبتها بنحلتها، و إحضارها الشهود، حتّى أحضرت السند و الكتاب، الذي أملاه أبوها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) على عليّ (عليه السلام)، بعد أن احتجّت عليهم بكتاب اللّه تعالى، بقوله عزّ و جلّ: وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ و إذ لم تنفع معهم حجّتها، جاءت بكتاب أبيها، فكان هذا أقوى دليل، و شاهد صدق، على
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 277