responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 229

أنّ لغصب فدك بعدا سياسيا هو أهمّ من بعدها الاقتصادي، فكلّما اقتضت مصلحة الحكم آنذاك أن يزووا أهل البيت عن المجتمع الإسلامي، انتزعوا منهم فدكا، لئلّا يلتفّ المسلمون حولهم، فيعود ذكرهم و يعلو مجدهم.

و إذا اقتضت مصلحة الحكم التودّد لهم، ردّوها عليهم، لكسب الأغراض السياسية كما صنعه المأمون.

و الحاصل: إنّ هذه التناقضات في سيرة الحكّام لهو من عجائب التاريخ التي ظهرت آثارها في مسيرة فدك.

قال الشيخ الأميني: كلّ هذه تضادّ ما جاء به الخليفة من خبره الشاذّ عن الكتاب و السنّة، و لم يبق من فدك اليوم إلّا الرمز لظلامة الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام).

فدك و أئمّة الهدى‌

ممّا تجدر الإشارة إليه: أنّ فدكا بعد ما غصبت و انتزعت من يد الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام)، لم يتصدّ أحد من الأئمّة الطاهرين للمطالبة بها أو لتقبّلها من الخلفاء و الحكّام، ابتداء بأمير المؤمنين (عليه السلام)، فكانوا يقفون منها موقف البعداء الغرباء.

فعندما يطلب هارون الرشيد من الإمام موسى الكاظم أن يحدّ له فدكا، امتنع الإمام أوّلا، و بعد إصرار الرشيد حدّد له الإمام البلاد الإسلامية بدلا من فدك، و امتنع من حدّ فدك.

و من ردّها من الخلفاء، لم يسلّمها للأئمّة (عليهم السلام) بل لباقي العلويين من أبناء الحسن و الحسين (عليهما السلام).

فكان هذا الأمر- عدم تدخّل أي من الأئمّة بعد الغصب الأوّل- في أمر فدك مدعاة للحيرة و التساؤل عن سبب موقفهم هذا؟!!

فها هو المأمون العبّاسي الذي أعاد فدكا بجميع حقوقها و غلّتها و ما كان فيها من الرقيق و غير ذلك، لم يسلّمها للإمام الرضا (عليه السلام) في حياته و إنّما سلّمها بعد وفاة

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست