اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 221
14- عهد موسى الهادي، و هارون الرشيد:
و لمّا ولي الأمر الهادي العبّاسي، انتزعها من أيدي الفاطميين، فلم تزل في بني العبّاس بقية ملك الهادي و أخيه هارون الرشيد.
15- عهد المأمون العبّاسي:
و لمّا ولي المأمون العبّاسي، ردّها على الفاطميين في سنة (210 ه) إثر المناظرة التي عقدت بين علماء الشيعة و السنّة [1].
و ممّا يروى في هذا: أنّ المأمون جلس ذات يوم للمظالم، فأوّل رقعة وقعت في يده نظر فيها فبكى، و قال الذي على رأسه: ناد أين وكيل فاطمة؟!!
فقام شيخ عليه درّاعة، و عمامة، فتقدّم إلى المأمون و جعل يناظره في أمر فدك و ما آلت إليه، و المأمون يحتجّ عليه، و هو يحتجّ على المأمون، ثمّ أمر أن يسجّل لهم بها، فكتب السجل و قرئ عليه، فأنفذه، فقام دعبل إلى المأمون و أنشده الأبيات التي أوّلها:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا * * * بردّ مأمون هاشما فدكا
و روى السيّد ابن طاوس في (الطرائف): أنّ جماعة من بني الحسن (عليه السلام) رفعوا إلى المأمون كتابا يذكرون فيه: أنّ فدكا و العوالي كانت لأمّهم فاطمة (عليها السلام) بنت محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) نبيّهم، و أنّ أبا بكر أخرج يدها عنها بغير حقّ، و سألوا المأمون إنصافهم و كشف ظلامتهم، فأحضر المأمون مائتي رجل من علماء الحجاز و العراق و غيرهم، و هو يؤكّد عليهم أداء الأمانة و اتّباع الصدق، و عرّفهم ما ذكره ورثة فاطمة (عليها السلام) في حقّهم، و سألهم عمّا عندهم من الحديث الصحيح في ذلك.
فروى غير واحد منهم، عن بشير بن الوليد الواقدي، و بشر بن عتّاب في