اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 208
و الآن، و بعد أن حدث ما حدث، و بعد أن رحلت الصدّيقة المظلومة، و بعد أن بويع أمير المؤمنين (عليه السلام)، و بعد أن انحسرت عن فدك القيمة السياسية و بقيت القيمة المادّية فقط، فلا فائدة من ردّها و أخذها.
و كيف تطيب نفس عليّ (عليه السلام) أن يتنعّم بشيء منعت منه فاطمة (عليها السلام)، و لاقت بسببه الويلات و المحن و الآلام.
و الحاصل: أنّ الإمام (عليه السلام) أوضح للأمّة أنّهم ليسوا بحاجة إلى المال و المادّة، و إنّ نزاعهم مع أبي بكر كان لأجل الخلافة الحقّة، و لئلّا تغيّر السنن و الأحكام، و تظهر البدع و الآثام.
و ما تصنع الزهراء (عليها السلام) بالمال و قد نزل فيها و في بعلها و ولديها قول اللّه عزّ و جلّ: وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً[1] و قوله تعالى:
الثاني: و لا يبعد في ظنّي أنّ الإمام (عليه السلام) إنّما ترك فدكا لتبقى دليلا واضحا، و شاهدا صارخا على ظلامة الصدّيقة فاطمة الزهراء، و ما حلّ بها من أولئك المعتدين؟!
و لتكون سببا لكشف الكثير من الحقائق و الأسرار التي أخفاها الظالمون تحت السياسة الجائرة.
و أخيرا، لتكون باعثا للأجيال على معرفة حالها، و البحث عن تاريخها.
[في عهد الأمويين و العبّاسيين]
لقد اضطرب أمر (فدك) اضطرابا شديدا بعد أمير المؤمنين (عليه السلام)، فربما سلبت