اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 207
أمر لا يقبل التأويل.
و قوله: (سخت عنها نفوس قوم آخرين) و السخاء عن الشيء دليل سبق الملكية، إذ لا سخاء في ملك الغير، و معنى هذه الكلمة: أنّه غضّ الطرف عنها، و لم يولها أيّة أهمية.
و قوله: (و نعم الحكم اللّه) و الحكومة فرع الخصومة، فإنّها كلمة سخط و غضب، و بما أنّ هذا الكلام قاله (عليه السلام) في خلافته، يدلّ على استمرار الغصب منهم، و عدم استرداده لها.
و قال صاحب كتاب: أضواء الدرر الغوالي لإيضاح غصب فدك و العوالي:
لو كان ما يقوله المخالف ... حقّا- من أنّ تركه (عليه السلام) لها أيّام خلافته لعلمه بحقّيّة ما رواه أبو بكر- لكان (عليه السلام) شاهدا على نفسه بالباطل، و طاغيا على فاطمة (عليها السلام) سيّدة نساء العالمين، و مكذبا لقول الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) في حقّها، كقوله: (كمل من الرجال كثير، و لم يكمل من النساء إلّا أربع: خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم) و أي كمال لمن يدّعي الباطل ... [1].
وجه آخر:
و لعلّ السرّ في عدم استرداده فدكا يكمن في أمرين:
الأوّل: أنّ الإمام (عليه السلام) أراد أن يبيّن للأمّة و الأجيال أنّ غرض الزهراء (عليها السلام) من المطالبة بفدك، و تصلّبها في موقفها مع أبي بكر ... لم تكن هي المادّة و الثروة، كيف؟
و أهل البيت لم يعرفهم التاريخ إلّا بوفرة البذل، و الكرم، و الجود، و الإحسان.
و إنّما كان غرضها (عليها السلام) هو استرداد حقّ بعلها أمير المؤمنين، و هو الخلافة التي قلّدها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عليّا يوم غدير خمّ و أخذ البيعة له من المسلمين.
[1] أضواء الدرر الغوالي لإيضاح غصب فدك و العوالي طبع في مجلّة تراثنا، (العدد 75) الصفحة: 375.
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 207