اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 165
و استأثروا بحقّها، و منعوا إرثها، و منعوا نحلتها، و لم يصدّقوا لها قولا، بل واجهوا دعواها بالتكذيب و الافتراء و مزّقوا ذلك الكتاب.
و هكذا دفعت حبيبة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عن حقّها و نحلتها و طعمتها ... فانطوت على آلامها و محنتها، حتّى وافتها المنيّة، فرحلت إلى ربّها شاكية غاضبة واجدة على من ظلمها و ابتزّها حقّها، و أهانها و لم يحفظ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فيها؟!!
و إذا أتت بنت النبيّ لربّها * * * تشكو و لا تخفى عليه خافيه
فاللّه يغضب للبتولة إن أتت * * * غضبى؟ فكيف إذا أتته شاكيه؟
4- عهد عمر بن الخطّاب:
و استمرّ الخليفة الثاني على سيرة الأوّل، في غصب فدك من أهل البيت (عليهم السلام)، و لم يغيّر موقفه الذي وقفه مع الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام اللّه عليها)، بل أتبعه بالتشدّد و التصلّب، بل و زاد عليه أنّه منعهم حقوقا أخرى ثبتت لهم في القرأن الكريم، و عمل بها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
لكن قد اضطربت آراء بعض المؤرّخين في ذلك، فزعموا أنّ الخليفة الثاني ردّ فدكا إلى أهل البيت، و ذلك بسبب التباس بعض النصوص الواردة في بعض كتب التاريخ.
فممّن روى ذلك: ياقوت الحموي، قال: ثمّ أدّى اجتهاد عمر بن الخطّاب، لما ولي الخلافة، أن يردّها إلى ورثة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) [1].
و منهم: العلّامة الأميني في (الغدير) قال: لمّا ولي عمر بن الخطّاب، ردّ فدكا على ورثة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) [2].