اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 164
و كان كلّ سنة كذلك، و يأخذ منه قوتها فلمّا دنت وفاته دفعه إليها [1].
و بقي ذلك السند في يد الصدّيقة الطاهرة محتفظة به، حتّى وفاة أبيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فلمّا انتزعت فدك من يدها جاءت إلى الخليفة و معها ذلك السند الذي كتبه أمير المؤمنين بإملاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فردّها الشيخان و لم يقبلا أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و لا أمر اللّه تعالى فيها، و لا شهادة بعلها و ابنيها و مزّق عمر ذلك السند.
3- عهد أبي بكر بن أبي قحافة:
توفّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في السنة الحادية عشر من الهجرة، فانتزعت فدك من يد الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) قهرا و قسرا، و قبل تمامية بيعة أبي بكر، فكانت أوّل ظلامة سجّلها التاريخ في حقّ السيّدة المظلومة فاطمة الزهراء صلوات اللّه و سلامه عليها.
و لقد كانت أكبر عطية و نحلة نحلها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لحبيبته الزهراء (عليها السلام).
إلّا أنّه امتدّت إليها أيدي الذين كانوا يتربّصون بأهل البيت الدوائر، و ما أن آن الأوان حتّى غصبوا فدكا و صارت المنبع الأساسي و الأوّل لتحقيق أهدافهم و مآربهم.
و لقد طالبت الصدّيقة الطاهرة بحقّها، و دخلت معهم في محاججة صريحة و معلنة أمام المسلمين، و جاءتهم من كل طريق و باب، و أحضرت شهودها و الكتاب الذي كتبه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لها بها، و هو أعظم وثيقة بعد القرآن الكريم، إلّا أنّ القوم لم يقبلوا شهادة القرآن العظيم، و لا كتاب النبي الكريم، و ردّوا شهودها،
- رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بأموال فدك.
و ممّا يدلّ على كون فدك انتقلت إلى الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) قول آخر الحديث [و يأخذ منه قوتها] أي قوت ابنته فاطمة (عليها السلام)، ممّا يدلّ أنّ الأرض قد انتقلت إليها بالنحلة.
[1] المناقب لابن شهر آشوب: 1/ 142، عنه البحار: 29/ 117- 188، ح 11.
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 164