اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 118
فدك!!
فبعض الأخبار ينصّ على أنّ يهود فدك صالحوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) على جميع أرض فدك، في مقابل حقن دمائهم، و صون أعراضهم و ذراريهم، و حفظ أموالهم.
و على هذا؛ تكون أرض فدك كلّها خالصة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
و البعض الآخر من الأخبار صريح بأنّ يهود فدك صالحوا رسول اللّه على النصف من أرض فدك، و النصف الآخر بقي لهم.
فأيّ القولين هو الحقّ؟!!
و نحن نذكر أخبار القسمين، ليطّلع القارئ على ما في التاريخ من خلط و وهم، ثمّ نشير إلى الصحيح منهما.
أوّلا: روايات الصلح على كلّ فدك:
و نذكر هنا طرفا منها:
1- قال الفخر الرازي: في تفسير قوله تعالى: وَ ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[1].
قال المبرّد: فاء يفيء إذا رجع، و أفاءه اللّه إذا ردّه، و قال الزهري: الفيء ما ردّه اللّه على أهل دينه من أموال من خالف أهل دينه، بلا قتال، إمّا بأن يجلوا عن أوطانهم و يخلوها للمسلمين، أو يصالحوا على جزية يؤدّونها عن رؤوسهم ....
ذكر المفسّرون هاهنا وجهين: الأوّل: أنّ هذه الآية ما نزلت في قرى بني النضير لأنّهم أوجفوا عليها بالخيل و الركاب، و حاصرهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و المسلمون.