ع وَ الْبَاقُونَ قُتِلُوا بِالسَّمِّ قَتَلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ طَاغِيَةُ زَمَانِهِ وَ جَرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَ الصِّحَّةِ لَا كَمَا تَقُولُهُ الْغُلَاةُ وَ الْمُفَوِّضَةُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ لَمْ يُقْتَلُوا عَلَى الْحَقِيقَةِ وَ إِنَّهُ شُبِّهَ لِلنَّاسِ أَمْرُهُمْ فَكَذَبُوا عَلَيْهِمْ غَضَبُ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَا شُبِّهَ أَمْرُ أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ حُجَجِهِ لِلنَّاسِ إِلَّا أَمْرُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ(ع)وَحْدَهُ لِأَنَّهُ رُفِعَ مِنَ الْأَرْضِ حَيّاً وَ قُبِضَ رُوحُهُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ ثُمَّ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ وَ رُدَّ عَلَيْهِ رُوحُهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ حِكَايَةً لِقَوْلِ عِيسَى(ع)يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ وَ يَقُولُونَ الْمُتَجَاوِزُونَ لِلْحَدِّ فِي أَمْرِ الْأَئِمَّةِ(ع)إِنَّهُ إِنْ جَازَ أَنْ يُشَبَّهَ أَمْرُ عِيسَى(ع)لِلنَّاسِ فَلِمَ لَا يَجُوزُ أَنْ يُشَبَّهَ أَمْرُهُمْ أَيْضاً وَ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ أَنَّ عِيسَى هُوَ مَوْلُودٌ مِنْ غَيْرِ أَبٍ فَلِمَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا مَوْلُودِينَ مِنْ غَيْرِ آبَاءٍ فَإِنَّهُمْ لَا يَجْتَرُّونَ عَلَى إِظْهَارِ مَذْهَبِهِمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي ذَلِكَ وَ مَتَى جَازَ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ بَعْدَ آدَمَ مَوْلُودِينَ مِنَ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ كَانَ عِيسَى(ع)مِنْ بَيْنِهِمْ مَوْلُوداً مِنْ غَيْرِ أَبٍ جَازَ أَنْ يُشَبَّهَ أَمْرُ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْحُجَجِ(ع)كَمَا جَازَ أَنْ يُولَدَ مِنْ غَيْرِ أَبٍ دُونَهُمْ وَ إِنَّمَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَجْعَلَ أَمْرَهُ آيَةً وَ عَلَامَةً لِيُعْلَمَ بِذَلِكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ