حظي موضوع «النصوص على الأئمّة الاثني عشر» باهتمام واسع لدى علماء المسلمين، و كان للشيعة الإماميّة الاثني عشريّة قصب السبق في هذا المضمار. فقد أفاضت ببحوثها القيّمة، و أشبعت بدراساتها العلميّة، و استقصت برواياتها المعتبرة الأسانيد، و خاضت غمار الجمع و التأليف على مرّ العصور؛ فأحاطت الموضوع من جوانبه كلّها.
و ممن صنّف في هذا الباب و أجاد: شيخنا شيخ الإسلام المجلسي (رضوان اللّه عليه) و تلميذه المحدّث عبد اللّه بن نور اللّه البحراني الأصفهاني عزّ بهاؤه، حيث خصّص القسم الأوّل من الجزء الثالث من المجلد الخامس عشر من الموسوعة الجليلة «عوالم العلوم و المعارف و الأحوال» لهذا الغرض.
فضمّ هذا السفر النفيس بين دفّتيه نصوصا مباركة شريفة على إمامة اثني عشر إماما معصوما بعد النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله)، مرويّة من طرق الفريقين، في أبواب متناسقة حوت أطراف الموضوع.
و تتميما للفائدة، و إكمالا للعائدة، أضفنا إليه ثمرة أتعاب، و خلاصة جهود سنوات من البحث و التنقيب، هي مجموعة أحاديث و روايات زاغ عنها بصر شيخنا المصنّف، كما و استحدثنا بابا جديدا هو «الآيات المؤوّلة في الأئمة الاثنى عشر» مرتّبا على ترتيب سور القرآن المجيد ارتأينا صدارتها الكتاب لشريف محلّها و قدسية لفظها، مع مراعاة التمييز بين متن العوالم و المستدركات.
جوهر البحث و عصارته
يستفاد من النصوص على اثني عشر إماما أمور:
الأول: نصّ عليهم بأسمائهم (عليهم السلام).
الثاني: أوّلهم عليّ (عليه السلام)، و الأحد عشر من ولد فاطمة (عليهم السلام)، و آخرهم المهدي (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
الثالث: تسعة منهم من ولد الحسين (عليهم السلام) تاسعهم قائمهم.