اسم الکتاب : عبقرية مبكرة لأطفالنا المؤلف : توفيق بوخضر الجزء : 1 صفحة : 169
طريقة توجيه الخطاب إلى الطفل
إن الأوامر التي يراد توجيهها إلى الطفل لابد أن تحمل في داخلها مصالح يراد من خلالها إفادة المأمور به ، أو مفاسد يراد تجنبها إلى المنهي عنه ، فعليه لابد أن تكون الأوامر الموجهة إلى الطفل ذات أهمية ، وغير عبثية حتى تعود على الطفل بالمنفعة له وللآخرين.
وهذه الأمور أو النواهي يجب أن تكون قابلة لتعقل الطفل وإلى عالمه البسيط ؛ حتى يستطيع أن يتفاعل مع هذه الأوامر. ومن المهم قبل أن نوجه الأمر إلى الطفل ـ وخصوصاً في النواهي والزجر ـ أن يرفع أساس هذا الأمر حتى لا يعود على نفسية الطفل بالإحباط والسلب ؛ فمثلاً عندما تريد أن تنهى طفلك عن العبث بالكتاب يجب عليك من الأول أن تزيل عن عينيه الكتاب حتى لا يعبث به ، ومن خلال ذلك توفر عليك توجيه الخطاب إلى الطفل.ويشير ابن سينا إلى هذا المطلب في كتابه ( القانون ) يقول : « يجب أن يكون وكد العناية مصروفاً إلى مراعاة أخلاق الصبي ، فيعدل وذلك بأن يحفظ كيلا يعرض له غضب شديد أو خوف شديد أو غم سهر ، وذلك بأن يتأمل كل وقت ما الذي يشتهيه ويحن إليه فيقرب إليه وما الذي يكرهه فينحى عن وجهه. وفي ذلك منفعتان أحدهما في نفسه بأن ينشأ من الطفولة حسن الأخلاق ، ويصير ذلك له ملكة لازمة ، والثانية لبدنه فإنه كما أن الأخلاق الرديئة تابعة لأنواع سوء المزاج فكذلك إذا حدثت عن العادة استنبعث سوء المزاج المناسب لها ، فإن الغضب يسخن جداً ، والغم يجفف جداً ، والبليد يرخي القوة النفسانية وتميل بالمزاج البلغمية ففي تعديل الأخلاقية حفظ للنفس والبدن جميعاً معاً » ج 1 ، ص 157.
اسم الکتاب : عبقرية مبكرة لأطفالنا المؤلف : توفيق بوخضر الجزء : 1 صفحة : 169