اسم الکتاب : عبقرية الشريف الرضي المؤلف : زكي مبارك، محمد الجزء : 1 صفحة : 205
الرفيعة، في أعيان الشيعة، للسيد علي خان الشيرازي [1] .
و تعليل ذلك سهل فالشريف غلبت عليه النزعة الشعرية في كل ما يتصل بنقد المجتمع او الإفصاح عن الوجدان.
و الثروة التي أثرت عنه في التأليف لا تنفي ما أقول: لأن تأليف الكتب غير إنشاء الرسائل، فالمؤلف يتخذ أسلوبا في التعبير يغاير اسلوب النثر الفني، و قد يبعد عنه اشد البعد في كثير من الاحايين. الشريف كاتب بلا جدال و لكن طريقته في التعبير طريقة علمية لا فنّية، و ان غلبت عليها الصنعة في بعض الاحوال.
و المهمّ هو النص على أن الشريف شاعر أولا و قبل كل شيء، فحياته الشعرية هي ثروته الباقية على الزمان، و ان كان من أعاظم الباحثين في الحدود التي تسمح لرجل مثله بأن يكون من أقطاب الحياة الفكرية و العلمية في عصر «اخوان الصفاء» .
و معاذ الأدب أن استخفّ بآثار الشريف في ميادين الفكر و العقل:
فقد بلغ الغاية في كتاب «المجازات النبوية» و كتاب «حقائق التأويل» و لو كان الشريف غير شاعر لاستطاع أن يزاحم أماثل العلماء، و لكن عبقريته الشعرية جنت عليه فخفّ ميزانه في الحياة العلمية بالقياس الى بعض معاصريه و منهم اخوه الذي أتى بالأعاجيب في الفقه و التوحيد.
و لو أن الرضيّ وقف عند آثاره العلمية لكان له مكان بين أقطاب المؤلفين و لكنه شغل الناس بشعره الفائق فظنوه وسطا بين الباحثين، و هو عند التأمل من أساطين الفكر المنظم الدقيق.
3-و هنا تسنح الفرصة لتسجيل خصيصة من خصائص الشريف:
فأشعاره لا تشهد بأنه من المشتغلين بالعلوم اللغوية و الشعرية، لأنها في
[1] قيل ان المراسلات بينه و بين الصابي بلغت ثلاث مجلدات، و لكنا لا نعرف مكان تلك الرسائل حتى نحكم له أو عليه.
اسم الکتاب : عبقرية الشريف الرضي المؤلف : زكي مبارك، محمد الجزء : 1 صفحة : 205